بعد أن أكمل تشينغ شي حديثه ارتبكت غاو شياوهوي و وقفت قائلة " كل ما تقوله مجرد افتراضات لا دليل عليها. لا يمكنك أن تثبت شيئا بقطعة لباس فقط دون ذكر امتلاكي لعذر غياب "

أخرجت غاو شياوهوي وصل العشاء مجددا و أرته لتشينغ شي الذي قال " هذه الورقة لا تملك أي قيمة بنظر القانون بدون طرف آخر ليثبتها، لم لا تتصلين بمن ذهب للعشاء معك ليشهد لصالحك؟ "

فكرت غاو شياوهوي بيأس في سبيل للخروج من هذه الورطة و حاولت ما أمكن أن تخبئ ارتعاش يديها و توترها الشديد

" هذا ليس كل أملكه من أدلة " استمر تشينغ شي " حبيب الضحية قام بتركيب تطبيق تتبع على هاتفها لشكه بخيانتها. لقد كان لديك هاتفها لفترة من الزمن كما تم تصويرك بكاميرا مراقبة الفندق بالاضافة لوجود شاهد عيان " أشار تشينغ شي لنفسه " أنا هو الشاهد على تواجدك بسيارتي بالقرب من مسرح الجريمة و ان أضفنا كل ما سبق فسنحصل على سلسلة من الأدلة التي تدينك. هناك أيضا مسألة مخدر الايثير و أراهن ان بحثنا بالمستشفى سنجد أن كمية منه قد اختفت من المخزن. هل لديك أي شيء لقوله أيتها الطبيبة ؟ "

خارت قوى غاو شياوهوي و أصبح وجهها شاحبا للغاية و لم تكد تستطيع الوقوف أكثر. تأهبت لين دونشيوي للتدخل بسرعة و تكبيل المتهمة لكن تشينغ شي قام بحركة بيده لايقافها.

ظل تشينغ شي ينتظر بصمت حين تغيرت شخصية غاو شياوهوي فجأة و قالت بغضب " تلك العاهرة اللعينة تستحق ما حل بها ! لقد قامت بسرقة حبيبي ! "

أظهر تشينغ شي تعبير اهتمام و فضول فجلب كرسيا ثم جلس و قال " هل تلعبين اللعبة أيضا ؟ "

" التقيت بتشينغ جون في اللعبة و تحدثنا عن أي شيء و كل شيء و بعد مرور مدة قام باقتراح لقاء بيننا، لم يكن لدي أي خبرة بالتقاء شخص تعرفت عليه بالانترنت لذا جلبت جاو مينشينغ معي لكي أتشجع و ذلك قرار سأندم عليهطيلة حياتي. في الموعد الأول وصل تشينغ جون بالوقت المحدد ثم تلصصت عليه من بعيد و حين بدا لي أنه حسن المظهر قررت التوجه نحوه لكن تلك العاهرة أخبرتني فجأة أن معدتها تؤلمها و جرتني بعيدا. "

" بعد بضع أيام حاولت أن ألتقي معه مرة أخرى فتواصلت معه عبر اللعبة فقط ليخبرني أنه قد التقى بي شخصيا مسبقا و في تلك اللحظة فهمت ما حصل، ثم واجهت جو مينشينغ وجها لوجه لكنها نكرت الأمر في البداية و لم تعترف الا بعد مدة. أخبرتني أنها استهدفت تشينغ جون و ادعت أنها أنا ثم قابلته و اكتشفت أنها قد نامت معه أيضا "

" لم أستطع التصديق أن صديقتي المفضلة قد تفعل هذا بي. لا، كان يجب أن أعلم أن بامكانها فعل ذلك في الواقع فقد كانت عاهرة لا تستطيع الابتعاد عن الرجال. بعد كل ذلك توقفت عن التواصل معها لكنها راسلتني أكثر من مرة فبدى الأمر كأنها تحاول اختبار صبري باخباري عن مدى حبه لها. نهاية عاهرة بهذا الشر هي الطعن حتى الموت."

" وضعت كل شيء ورائي و نسيته حتى أتى مريض ليزورني بالمستشفى، اتضح أن ذلك المريض هو تشينغ جو و قد أصيب بالسيلان. لم أستطع تصديق الأمر ! علمت أن الأمر له علاقة بتلك العاهرة و ظني لم يخيب فبعد بحث صغير اكتشفت أنها أصيبت بالسيلان و نقلته لتشينغ جون. لم أعرف هل أبكي دموعا أو أضحك فرحا، تشينغ جون شخص طيب للغاية لماذا تمت سرقته مني من طرف تلك العاهرة؟ و فوق كل ذلك هي لم تقدره حتى-"

وضعت غاو شياوهوي يديها حول رأسها و تعبير ألم غمر وجهها بينما ضغط تشينغ شي و سأل " ذلك حين قمت بالتخطيط لقتلها ؟ "

" نعم ! " أقرت غاو شياهوي " الأمر كان تماما كما وصفته، لقد ظننت أن أن خطتي مثالية فكيف علمت ما حصل بالضبط ؟ "

" هل كنتِ تظنين أن خطتك مثالية ؟ لقد كانت أبعد شيء عن المثالية "

" هل...هل سيحكم علي بالاعدام ؟ أنا لا أريد الموت أرجوك أطلق سراحي "

" لست من يقرر ذلك، يجب عليك دفع الثمن لقتل شخص آخر. عندما اتخذتي هذا القرار كان عليك توقع حدوث هذا و حتى لو تعاطفت مع تجربتك فلا أتفق ما أفعالك. قتل شخص ما هو أغبــــى حل لأي مشكلة "

وقف تشينغ شي و أشار للين دونشيوي.

أخذت لين دونشيوي نفسا عميقا فهي لم تتوقع أن تقوم باعتقال القاتل الحقيقي، هذه كانت أول مرة تعتقل بها قاتلا و لم تجد كلمات يمكن أن تصف سعادتها بهذه اللحظة.

بينما لين دونشيوي كانت متجة نحو غاو شياوهوي قامت هذه الأخيرة بدفع الشرطية و أخذ ابرة حقن كانت على الطاولة و حاولت غرسها في رجلها.

كانت ردة فعل تشينغ شي سريعة و قام بامساك يدها قبل أن تنجح مما جعل الابرة تسقط أرضا.

نظر تشينغ لعيني غاو شياوهوي و قال " ربما لن يتم الحكم عليك بالاعدام و ان حاربتِ الأمر بقوة فربما تتمكنين من رؤية السماء الزرقاء مرة أخرى يوما ما. "

أجهشت غاو شياوهوي بالبكاء " حتى ان رأيت السماء مرة أخرة سأكون حينها امرأة عجوزا. حياتي كلها تدمرت ! لقد تدمرت ! لم أستطع الوقوع بالحب مع شخص ما حتى "

بينما كانت تبكي المتهمة حضنها تشينغ شي و ربت على كتفيها ليواسيها.

هذا المشهد أصاب لين دونشيوي بالدهشة، مر وقت طويل حتى عاد تركيزها و لاحظت أن تشينغ شي يشير لها بتسليمه الأصفاد. أخذ تشينغ شي الأصفاد و كبل يدي غاو شياوهوي التي لم تقاوم هذه المرة.

" كل شخص يجب أن يتحمل عواقب أفعاله. هذا كان خيارك فلا تلومي السماء أو أي شخص آخر و ان كنت مصرة على الانتحار فهناك فرص كثيرة في السجن لاتمام ذلك "

" أنت ! " صرخت لين دونشيوي.

كيف لهذا الشخص قول هذا للمتهمة؟

حمل تشينغ شي معطفا و غطى به يدي غاو شياوهوي المكبلة لحفظ ماء وجهها بالمستشفى. عندما كانت مستعدة للرحيل سألت غاو شياوهوي " من أنت ؟ "

" سائق يحب العدالة " ابتسم تشينغ شي و أجاب.

استقل الثلاثة السيارة و كانت لين دونشيوي متحمسة للغاية قبل أن يقاطعها اتصال هاتفي من أخيها " أين ذهبتِ يا دونشيوي ؟ لماذا لم تقومي بتسجيل حضورك هذا الصباح ؟ هل تعملين دون تصريح مجددا ؟ كم من مرة قلت لك هذا، كشرطية-"

" لقد أمسكت القاتل يا أخي "

في الجانب الآخر من الاتصال اندهش لين تشيوبو بكلمات أخته فهذه كانت نفس الشخص الذي لا تناديه بأخي أثناء ساعات العمل.

سأل لين تشيوبو " أمسكت بواحد آخر ؟ "

" انه القاتل الحقيقي هذه المرة ! هناك دليل أيضا لذا لا تقلق ! "

" أين أنتِ ؟ "

" سأعود بعد قليل فقط حضر نفسك للاستجواب "

لم يقل لين تشيوبو شيئا لمدة طويلة ثم حذر " لا ترتكبي أي خطأ آخر "

ضحك تشينغ شي بعد أن أغلقت لين دونشيوي الخط مما جعلها تسأل " ما الذي يضحكك ؟ "

" تخيل تعابير وجه أخيك أمر طريف حقا "

التف تشينغ شي و سأل غاو شياوهوي " أيتها الطبيبة غاو، هل لديك أي رغبات أخيرة قبل الذهاب لمركز الشرطة ؟ "

بدى أن غاو شياوهوي تقبلت مصيرها فابتسمت قليلا و قالت " أريد أكل حساء مالا الحار(1) في مطعم قصر شو وانغ "

" أوه ان ذلك مثالي حقا، لقد أصابني الجوع أيضا فلنذهب " شغل تشينغ شي السيارة.

" أنت ! لا تقم بأخذ قرارات كهذه دون اذن ! " تدخلت لين دونشيوي بارتباك.

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

(1) : حساء صيني مصنوع من الفلفل الحار المجفف.

2021/03/22 · 209 مشاهدة · 1178 كلمة
نادي الروايات - 2024